أبحاث


التخطيط الأستراتيجي
                                                مقدمه
أن المنظمه أو الأداره التي تستطيع تحقيق الأهداف بجديه وبكلفة أقل وزمن أقصر هي المنظمه الحصيفه التي تقوم على أيجاد مؤسسات متخصصه فاعله وتعمل بروح الفريق الواحد , وتتوفر لديها قيادات اداريه كفؤه ونزيهه , تقد م الصالح العام على أي أعتبار أخر , وتتصف بالعداله والمبادره والأبداع وتركز على العمل الميداني 
كما أنها تتصدى للمعضلات قبل وقوعها وتبتكر الحلول استعدادا لها أو حين يكون من السهل التعامل معها قبل أن تتفاقم.. 

                                                            كلمه لابد منها
انه لايمكن الحديث عن التخطيط الأستراتيجي أو الأستراتيجيه بمعزل عن المستقبل ولا يمكن الحديث عن القياده بمعزل عن التفكير وعليه فان التفكير الأستراتيجي أسلوب يمكن من خلااله توجيه المنظمه بكل أنشطتها وتكوين رؤيه مختلفه للعوامل الداخليه والخارجيه القادره على خدمة التغيير المطلوب في البيئه المحيطه والوصول الى تحقيق الأهداف الرئيسيه من منظور جديد مركز بصوره أساسيه على المستقبل ..لأنه قريبا جدا سوف يتحول الى ماضي .  
أن أعداد أي خطه أستراتيجيه لايمكن أن تكون هدفا في ذاتها بل وسيله تساهم في أدارة الجهود مجتمعه لتحقيق جملة الأهداف المؤسسيه التي تنصب في جوهرها على جانب هام ألا وهو تقديم خدمات نوعيه للمجتمع التي تستهدفه المنظمه مما يساهم في تحقيقه , وللوصول الى هذا الهدف فلزاما على القائمين بالمنظمه التطوير للأداء المؤسسي وتطوير مواردها البشريه واستثمار مواردها الماليه بشكل سليم لتمارس المنظمه دورها في تحقيق أهدافها لتعود الفائده عليها بشكل مباشر وعلى أقتصاد بلادها بدرجة كبيره والمستهدفين منها أيضا.
أن التخطيط للمستقبل هو الأسلوب الأمثل لمواجهة التحديات الحاليه والمستقبليه وعلى كافة الأصعده لذا لابد من وضع خطه استراتيجيه لسنوات محدده كنهج للمنظمه يحكم توجهاتها وتطلعاتها المستقبليه , واضعة نصب عينيها المراجعه الدوريه لعناصر البيئه الداخليه والخارجيه لها وصياغة الرؤيه والرساله والتي تسعى من خلالهما الى تحقيق أهدافها الفرعيه المرتبطه بمجال العمل وصولا لتحقيق الأهداف الأستراتيجيه لها مستندة الى مجموعات القيم المؤسسيه المغروسه سلفا والتي يجب على المنظمه ان تعمل جاده لغرسها وتنميتها لضمان توفر بيئة عمل صحيه داخل المنظمه.


التخطيط الأستراتيجي
مفهوم الأستراتيجيه
يرجع اصل كلمة استراتيجيه الى الكلمه اليونانيه ستراتوس اقوس والتي تعني فن الحرب وادارة المعارك .
وهناك تعريف اخر فان الستراتيجيه تمثل اعداد الأهداف والغايات الأساسيه طويلة الأجل للمنظمه , واختيار خطط العمل وتخصيص اوغ لموارد الضروريه لبلوغ هذه الغايات .
ومفهوم اخر لها الأستراتيجيه هي : اسلوب التحرك لتحقيق الميزه التنافسيه التي تتمتع بها لمواجهة تهديدات او فرص بيئيه , مع الأخذ في الحسبان نقاط الضعف والقوه الداخليه للمشروع سعيا لتحقيق رسالة ورؤية واهداف المنظمه .
مفهوم الأستراتيجيه
هي مجموعه من القرارات والنظم الأداريه التي تحدد قيم ورؤية ورسالة المنظمه في الاجل الطويل في ضوبء ميزاتها التنافسيه , وتسعى نحو تنفيذها من خلاال دراسة ومتابعة وتقييم الفرص والتهديدات البيئيه , وعلاقاتها بعناصر القوه والضعف التنظيمي , وتحقيق التوازن بين مصالح الأطراف المختلفه .
خصائص الأستراتيجيه
1-      التحرك المرحلي المرن في العمل لدى المنظمه وبحسب التغيرات الحاصله في المحيط البيئي الذي توجد فيه
2-      استغلاال الفرص وتجنب المخاطر باستعمال نقاط القوه والحد من نقاط الضعف في المنظمه , مع الأخذ بعين الأعتبار القيود الأجتماعيه والقانونيه.
3-      اعادة تخصيص موارد المشروع (كلها او جزء منها ) .
4-      التحركات في الزمن القصير او الطويل بحسب طبيعة الظروف البيئيه .
5-      الأستغلاال الأمثل للمزايا التنافسيه التي تتمتع بها المنظمه لمواجهة التهديدات او المشاكل أو في اقتناص الفرص المتاحه .
مبادئ الأستراتيجيه
a.      مبدأ القوه
من خلاال الأمكانيات التي تملكها المنظمه تقوم باعداد الأستراتيجيه المناسبه .
b.      مبدأ التركيز
على المنظم هان تركز جهودها في المجالات التي تتميز فيها بميزات تنافسيه اكبر من منافسيها.
c.       مبدأ اقتصاد القوى
وهو تكييف الأمكانات على ضوء المتغيرات الحاصله في المحيط الذي توجد فيه المنظمه .
d.      مبدأ التنسيق
 ان تحديد الفعاليه المرجوه من الأنشطه التي تقوم بها المنظمه يتوقف على التنسيق والأنسجام بين مختلف الوظائف والأنشطه التى تقوم بها هبذه المنظمه.

القدرات والمهارات الأداريه الجديده التي يجب ان تكتسبها اي منظمه .
§         الرؤيه النافذه للأمور
Ø        البصيره المستقبليه .
Ø      النفس الطويل .
Ø      ادارة الضغوط .
Ø      ادارة الجماعات .
Ø      الأقدام وروح الفريق الواحد.
Ø      الأحساس بالأخرين .
Ø      توقع التغيير واحداثه .
Ø      المهارات التكنلوجيه .
Ø      الأنفتاح والتعلم .
Ø      اتخاذ القرارات .
Ø      مهارات قياديه وأشرافيه .
 مراحل اعداد الخطه الأستراتيجيه                                                               
      تحديد من نحن                                                                      
تحديد الهويه  والغرض من وجود المنظمه ورؤيتها ورسالته والقيم والمبادئ التي تحكم عملها .
أولا تحديد الهويه
 سياحيه ثقافيه ......الخ
ثانيا الغرض من وجود المنظمه
اي السبب في وجودها ...لماذا؟
هل تقديم خدمه نوعيه وتوفير بيئة عمل صحيه أم خلق وتنمية ثقافه متميزه وتريسها للمستهدفين من قبل المنظمه أو.....
ثالثا الرؤيه:وهي
1-   تصورات أو توجهات أو طموحات لما يجب أن يكون عليه الحال في المستقبل
2-  الى اين نريد الذهاب /الوصول من  واقعنا اليوم؟ 
3- ماهي ماهي التصورات التي يجب عليه أن يكون الحال خلال الخمس أو العشر السنوات القادمه 
* في صياغة الرؤيه يجب الأختصار والوضوح , الشمول , الأتجاه , المنطق.
رابعا الرساله
وهي التي عليها ان تجيب على العديد من النقاط منها:
< الغرض أو السبب في انشاء المنظمه ...لماذا وجدت ؟
< ماهو العمل ؟ اي ماهي الخدمات التي يجب ان تقدمها المنظمه ؟
< التركيز على الأعمال الفعليه أو الحاليه للمنظمه 
< تمثل الأساس في تحديد الأهداف المطلوب تحقيقها .
< يتم التعبير عن الرساله بشكل عام ومختصر وليس بشكل تفصيلي.
< صياغة الرساله تكون بشكل مستقل , كما أنه تصاغ حول عنصر معين أو أكثر مثل:
*المتعاملين ..المقصود من هم المتعاملين مع المنظمه ؟
* الخدمات ..ماهي الخدمات التي يجب ان تقدمها المنظمه .
* المكان ..اين يكون الموقع الذي ستمارس المنظمه نشاطها فيه ؟
* اللصوره العامه ..المقصود ماهي الأنطباعات المأخوذه عن المنظمه؟
* الفلسفه ..ماهي القيم والمعتقدات التي تسود العمل في المظمه؟
* التقنيه ..ماهي التقنيات المستخدمه في أداء العمل ؟




خامساالقيم

وهي الأوليات الرئيسيه في ثقافة المنظمه وهي الدافع الداخلي لكل الأفراد في كافة انشطة المنظمه حيث قد تظهر ضمنيا او بشكل مباشر في تلك الأنشطه وفي سلوك أفراد المنظمه .
كما انها ايضا تعرف على انها المعتقدات التي يشترك فيها اعضاء المنظمه ويسعون الى وضعها محل التنفيذ , فهي التي ترشدهم أثناء تنفيذهم أعنالهم .
وهناك ثلاثة مستويات للقيم التي تعبر عن ثقافة المنظمه
·         المستوى الأول وهو السلوك المعلن للأفراد والمظاهر الأخرى مثل التقاليد والعادات .
·         المستوى الثاني الوعي بما يجب ان يكون .
·         المستوى الثالث المعتقدات الرئيسيه وهي القضايا المفروغ منها او المسلمات .
وقد تعلن المنظمه عن القيم التي تسعى اليها بشكل صريح وواضح او بشكل ضمني تتضمنها في رسالتها اورؤيتها المستقبلي هاو ضمن اهدافها .
على انه من الضرورة بمكان ان القيم يمكن ان تعبر عن:
·         قيم المنظمه
·         قيم الفئه المستهدفه
·         قيم العاملين
·         قيم المجتمع
سادسا / المهام والوظائف .
1-      مشاركة المنظمه مع كافة الجهات ذات العلاقه في وضع الخطط الشامله.
2-      رسم سياسات تنفيذيه للمنظمه لتطوير وتحسين أدائها.
3-      أقتراح مشروعات القوانين والأنظمه التي تكفل تطوير وتحسين أداء هذه المنظمه بما يواكب العصر مع تبادل الخبرات والزيارات مع المنظنات الأخرى سواءا في الداخل أو في الخارج وذالك للأستفاده من خبراتها في هذا المجال.
4-      أيجاد الأعتمادات الماليه اللازمه لتنفيذ المشاريع والأنشطه المختلفه للمنظمه.
5-      ضرورة زيادة الأنفاق الأستثماري ورفع نصيب البرامج الاستثماريه للمنظمه.


                                           
                                               الطريق الى الله 
                        من كتاب قصة الأيمان للشيخ /نديم الجسر

      حي بن يقضان(لأبن الطفيل)
مقدمه بسيطه/عمر احمد الأكوع
ان المتصفح الكريم لموقعنا هذا وعن موضوعنا هذا بالذات سيعرف ان الموضوع من مواضيع ذات ابحاث فلسفيه التي هي البحث عن الحق والوصول الى الطريق الى الله فكيف يكون في حنايا هذا الموضوع قصة هي من نسيج الخيال ؟
ولكني احب ان أوضح - ليس في القصة من الخيال الآ البطل والمسرح , فلو أبدلنا كلمة ( حي بن يقظان ) بكلمة ( العقل) واعتبرنا أن الجزيره النائيه هي أرضنا التي نعيش عليها لانقلبت القصه تاريخا صحيحا واقعا ليس فيه اثر للخيال ...الآ اذا تخلى العقل ( البطل) عن دوره.
ان مطالعتنا لآراء ابن الطفيل ’ في المعرفة , والوجود , والأيمان بالله , والفضيله , نجدها واضحه في ثنايا قصته والتي منها أجزم انها قصة العقل وكيفية تدرجه في مسالك المعرفه , والترقي في مراتب الفلسفه , حتى يعرف الله والحق والخير والجمال .....


                               حقائق
لقد اراد ابن الطفيل ان يبين في فصته الحقائق التاليه :
1- المراتب التي يتدرج  بها العقل في سلم المعرفه , من المحسوسات الجزئيه الى الأفكار الكليه .
2- ان العقل الأنساني قادر من غير تعليم ولا ارشاد , على ادراك وجود الله , بأثاره في مخلوقاته , واقامة الأدله الصادقه على ذالك .
3- ان هذا العقل قد يعتريه الكلال والعجز في مسالك الأدله , عندما يريد تصور الأزليه المطلقه    والعدم المطلق , واللانهايه , والزمان , والقدم , والحدوث وما الى ذالك .
4- انه اذا ترجح للعقل ( قدم العالم او حدوثه ) فان اللازم من كل واحد من الأعتقادين شئ واحد وهو وجود الله.
5- ان الأنسان قادر بعقله على ادراك اسس الفضائل واصول الأخلاق العمليه والأجتماعيه والتحلي بها واخضاع الشهوات الجسديه لحكم العقل من غير اهمال لحق الجسد او تفريط فيه .
6- ان ماتأمربه الشريعة الأسلاميه , ومايدركه العقل السليم بنفسه من الحق والخير والجمال يلتقيان عند نقطة واحده .
7- ان الحكمة كل الحكمه هي فيما سلكه الشرع من مخاطبة الناس على قدر عقولهم دون مكاشفتهم بحقائق الحكمه واسرارها , وان الخير كل الخير للناس هو الألتزام بحدود الشرع وترك التعمق .


                                       وأليكم ملخص القصه
يصور لنا بن طفيل , طفلا رضيعا يسمى حي بن يقظان ألقي به في جزيرة خاليه من الناس فحنت عليه ظبيه فقدت ولدها فأرضعته وتعهدته , حتى اصبح يافعا وتعلم اصوات الحيوان .
ادرك بعدها ان هذه الحيوانات كاسيه مسلحه ولها انياب ومخالب , وهو عار وأعزل , فاتخذ من الريش سترا وكساء , ومن العصا سلاحا .
ثم ماتت الظبيه , فهاله سكوتها وسكونها فأراد ان يعرف علتها , فلم يجد في ظاهرها تغيرا فترجح عنده ان العلة في عضو محجوب عن بصره , فشق صدرها يحجر حاده حتى اهتدى الى قلبها , فلم يجد في ظاهره اي عله أو أفه , فلما شقه وجد البيت الأيسر منه خاليا فقال : ان هذا الشئ الذي كان في هذا البيت وارتحل عنه هو الذي افقد الطبية حياتها .
وأخذ يفكر ماهو هذا الشئ , فأدرك ان الظبية هي  في الحقيقه ذالك الشئ المرتحل , وماجسدها الآ  أله .
ثم زاد يقينا بهذا انه لاحظ ان الجسد قد بدت رائحه نتنه منه .
ثم رأى غرابا يواري أخاه الميت , فوارى هو مثله الطبية في التراب .
ثم اكتشف النار وقيس منها وجرب ان يلقي فيها بعض ماطرحه البحر من الحيوانات فاهتدى الى شي اللحوم وانضاجها ... وزاد عجبه من هذه النار التي لها قوى كبير وخطر بباله ان الشئ الذي ارتحل من قلب الظبيه قد يكون من جوهر النار , فأخذ يبحث عن ذالك بتشريح الحيوانات , فتعلم كثيرا من وظائف أعضائها .
ثم بدا له ان يعمر بيتا يأوي اليه , وان يتخذ أسلحة يدافع بها عن نفسه ويصطاد بها الحيوانات .
وكان قد بلغ الحادي والعشرون من عمره فأ خذ يتأمل في هذا الكون , وما فيه من حيوانات ونباتات ومعادن , فرأى لها أوصافا كثيره وأفعالا مختلفه , وأنها تختلف ببعض الصفات وتتفق في بعضها فتكونت عنده فكرة الكثره .
ثم أخذ ينظر الى الحيوانات وانباتات وما يتفق فيه كل منها وما يختلف , فتكونت عنده فكرة النوع وفكرة الجنس .
ثم رأى الحيوان وانبات جنسين متفقين في بعض الأمور كا التغذي , فاعتقد انها شئ واحد .
ثم نظر اليها والى الجماد ورأى ان الثلاثه تتفق في الجسميه , ولكن تختلف في الخواص الأخرى , فاعتقد ان الكل شئ واحد وان عمته الكثره 
 ثم تأمل في هذه الأشياء كلها فوجد انه تتحد في معنى الجسميه وتختلف في الصوره , ولاح له ان الروح الحيواني لابد ان يكون شيئا زائدا على هذه الجسميه وهو الذي يصلح ان يعمل تلك الأعمال الغريبه , ويفهم ضروب هذه الأدراكات , فعظم في عينه امر ( الروح) وعلم انها أعظم وأسمى من الجسد الفاني .
ثم أخذ يفكر في اصل الأشياء , فزعم ان ابسطها الماء والتراب والهواء والنار , فنظر لعله يجد وصفا جامعا لهذه الأجسام , فلم يجد الآ معتى(الأمتداد ) ولكن وراء هذا الأمتداد معنى اخر وهو ( صورة ) الشئ الذي تبدل وتحول فتكونت عنده فكرة ( الماده والصوره) فأشرف بذالك على تخوم العالم العقلي.
ثم عاد  الى الأ جسام البسيطه , فرأى صورها تتغير كالماء يكون ماءا فيصبح بخارا ثم يرجع ماءا فادرك ان اختلاف الصور لايمكن ان يكون من اصل الشيئ , وعلم ان كل حادث لابد له من محدث .
وتحقق له ان الأفعال المنسوبة الى الأشياء ,ليست في الحقيقه لها وانما هي لفاعل يفعل بها .فحدث له شوق لمعرفة هذا الفاعل , فجعل يطلبه من جهة المحسوسات , ولكنه لم يرى في جهة المحسوسات شيئا بريئا عن الحدوث والأفتقار الى الفاعل فأطرحها كلها , وانتقل الى الأجرام وتفكر فيها وتسأل , هل هي ممتد الى مالانهايه ؟ فتحير عقله , ثم ادرك بقوة نظره ان جسما لانهاية له باطل وشئ لايمكن ومعنى لايعقل .ثم تفكر في العالم بجملته هل هو شيئ حدث بعد ان لم يكن وخرج الى الوجود بعد العدم او هو امرا كان موجودا ولم يسبقه العدم ؟ فتشكك في ذالك ولم يترجح عنده أي الحكمين
؟ وذالك انه كان اذا ازمع على اعتقاد  (القدم ) اعترضته عوارض كثيره من استحالة وجود مالانهاية له وأن هذا الوجود لايخلو من الحوادث فهو محدث ايضا واذا أزمع على اعتقاد الحدوث اعترضته عوارض اخرى وذالك انه كان يرى ان معنى حدوثه بعد ان لم يكن لايفهم الآ على معنى ان الز مان تقدمه , والزمان في جملة العالم , وغير منفك عنه فأذا لايفهم تأخر العالم عن الزمان .
ثم كان يقول لم أحدثه المحدث الآن , ولم يحدثه قبل ذالك , الطارئ طرئ عليه أم لتغير حدث في ذاته ولاشيئ هنالك .
ومازالت تتعارض عنده الحجج حتى تحير وجعل يفكر ماالذي بلزم عن كل واحد من الأعتقادين ؟ فلعل اللازم عنهما يكون واحدا .
فرأى أنه ان أعتقد حدوث العالم وخروجه الى الوجود بعد العدم فاللازم عن ذالك ضرورة انه لايمكن ان يخرج الى الوجود بنفسه وأنه لابد له من فاعل يخرجه الى الوجود , وان ذالك ليس بجسم لأنه لو كان جسما لاحتاج ألى محدث , ولو كان المحدث الثاني جسما لاحتاج الى محدث ثالث والثالث الى رابع ويتسلسل الى مالانهايه وهو باطل.
وأ ن اعتقد قدم العالم فأن الللازم عن ذالك ان حركته قديمه وكل حركه لابد لها من محرك بالضروره . والممرك اما ان يكون قوه ساريه في جسم من الأجسام , وأما  ان لا يكون كذالك .
وكل قوه ساريه في جسم تنقسم بانقسامه فتضعف بضعفه وكل جسم لامحالة متناه , فكل قوة متناهيه فلابد ان يكون المحرك بريئا عن الماده وعن صفات الأجسام , فانتهى نظر (حي بن يقظان ) , من هذا الطريق الى مانتهى اليه بالطريق الأول ولم يضره تشككه في قدم العالم وحدوثه .
ثم انه رأى انه يتوجب عقلا لهذا الفاعل العظيم جميع صفات الكمال من علم وقدره واراده واختيار ورحمة وحكمه .
ولما حصلت له هذه المعرفه بهذا الفاعل العظيم أراد ان يعرف بأي شيئ عرفه فلم يجد في الحواس وسيلة لأدراكه لأنها انماتدرك الأجسام وهو يرى من صفات الأجسام فتبين له ان ذاته أدرك بها هذا الفاعل بريئه من  الجسم ثم تحقق له ان هذه الذات البريئه من الجسم لايعتريها الفناء وانها ستبقى في حياة خالده منعمه أو معذبه بحسب ما كان لهامن حظ الأقبال في حياة الدنيا , على ملاحظة الفاعل العظيم ومراقبته فحمله هذا الأعتقاد على ان يفكر بطريقة ينظم بها حياته ثم ينصرف الى التأمل في هذا الخالق.