اشتباك محدود بين مناصري مبارك ومناوئيه
ملايين المصريين يحتشدون في "جمعة الرحيل".. والجيش يسيطر على ميدان التحرير
لقاهرة - العربية، وكالاتقال مراسل العربية اليوم الجمعة 4-2-2011 أن متظاهرين مؤيدين للرئيس المصري حسني مبارك حاولوا الاقتراب من ميدان التحرير، وقاموا بإلقاء حجاة على عدد من مناوئي مبارك في ميدان طلعت حرب على بعد أمتار من حشود ميدان التحرير، وأسفرت الاشتباكات عن جرح حوالي خمسة أشخاص.
وقد احتشد أكثر من مليون متظاهر في ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية، وذلك في اليوم الحادي عشر للمظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس مبارك، وأدت الحشود صلاة الجمعة في قلب الميدان في مشهد بدا غريباً تماماً على العاصمة المصرية.
ودعا الخطيب المحتجين للصمود والمثابرة حتى نجاح الثورة، وقال إن المطالب هي إلغاء قانون الطوارئ وتعديل الدستور والإفراج عن جميع السجناء وحل مجلس الشعب ورحيل الرئيس.
وعقب الصلاة ردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل الرئيس، تزامنت مع إذاعة النشيد الوطني للبلاد وأغان وطنية عبر مكبرات صوت عملاقة انتشرت في الميدان
وقبيل الصلاة أعلن التلفزيون الرسمي المصري أن وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي وكبار قادة الجيش، يقومون حالياً بتفقد الأوضاع في ميدان التحرير، حيث يحتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك، فيما أطلق عليه "جمعة الرحيل".
وشوهد طنطاوي وهو يتحدث مع بعض المحتجين قائلاً لهم "يا جماعة الرجل قال لكم إنه لن يرشح نفسه مرة ثانية".
ودعا طنطاوي المتجمعين إلى مطالبة مرشد جماعة الإخوان بقبول الحوار مع السلطة قائلاً "قولوا للمرشد أن يقعد معهم".
مظاهرات في الإسكندرية وبورسعيد
وفي الإسكندرية، انطلقت مظاهرات بالآلاف من مسجد القائد إبراهيم في وسط المدينةن متجهة نحو ميدان "سيدي جابر" الشهير. فيما يسعى مؤيدو مبارك إلى تنظيم مظاهرات مضادة. ويتخذ الجيش احتياطات للفصل بين الجانبين.
وشهدت مدينة بورسعيد أيضا تظاهاارت مناوئة للرئيس مبارك وأخرى مضادة، واتخذت كل تظاهرة طريقا مختلفا منع لأي صدام محتمل بين الجانبين.
تعهد بحماية المتظاهرين
وتواصل منذ فجر الجمعة توافد عشرات الآلاف من المتظاهرين المعارضين للرئيس المصري والمطالبين برحيله, وقام بعضهم بإغلاق كافة الطرق المؤدية لميدان التحرير تجنباً لأي اشتباكات مع حشود موالية لمبارك.
وجدد قادة الجيش المصري تعهدهم اليوم الجمعة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، قبل ساعات من تظاهرة ضخمة جديدة مقررة في مصر بعد صلاة الجمعة، وفق ما أعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الأميرال مايك مولن.
وقال مولن في مقابلة تلفزيونية إنه "خلال المحادثات التي أجريتها مع قيادتهم العسكرية، أكد لي (العسكريون) مجدداً أنهم لا ينوون فتح النار على شعبهم".
ليلة هادئة
وأمضى آلاف المحتجين المعارضين للرئيس المصري حسني مبارك، المحتشدين في ميدان التحرير، ليلة هادئة نسبياً استعداداً لليوم الحادي عشر من المظاهرات تحت اسم "جمعة الرحيل" للمطالبة بتنحي مبارك.
وردد المتظاهرون هتافات "إرحل.. إرحل.." طوال الليل، ولا يوجد مؤشر على تجدد اشتباكات عنيفة كتلك التي وقعت في اليوم السابق بين معارضي الرئيس مبارك ومسحلين موالين له.
ومع قدوم الليل في ميدان التحرير، تحصن المحتجون في خيام واستعدوا للاحتجاج، ونام البعض على الأرض. وقام آخرون بحراسة الميدان الذي كان مركزاً للتجمعات الحاشدة المناهضة لمبارك التي بدأت منذ عشرة أيام، وقام المنظمون بترتيب الناس في سلاسل بشرية لفحص الحقائب وبطاقات الهوية لإبعاد المؤيدين لمبارك.
وفي الليل، دب نشاط آخر في الميدان وردد المحتجون عبارة "الشعب يريد إسقاط النظام" عندما ظهر نائب الرئيس عمر سليمان في التلفزيون ليقول إن مبارك لن يترشح لفترة رئاسة جديدة.
وقال أطباء في مستشفى مؤقت يعملون خارج مسجد قريب إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا أمس الأربعاء أثناء الاشتباكات وأصيب 800 آخرون.
وفي الإسكندرية، ثاني كبرى مدن مصر، احتج آلاف الأشخاص بعبارات مناهضة لمبارك منها لافتة كتب عليها "بكل لغات العالم نقول إرحل يا مبارك".
وفي مدينة السويس شرق القاهرة، قام نحو 4000 شخص بمسيرة لدعوة مبارك للتنحي، بينما في الإسماعيلية قام حشد من 2000 شخص بمظاهرة مماثلة.
نيويورك تايمز: واشنطن تبحث مع مسؤولين مصريين سيناريو تنحي مبارك
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إدارة الرئيس باراك أوباما تناقش حاليا مع مسؤولين مصريين اقتراحا بأن يتنحى الرئيس المصري حسني مبارك عن منصبه فورا ويسلم السلطة إلى حكومة انتقالية برئاسة نائبه عمر سليمان تحظى بدعم الجيش.
وأكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تبحث مع المصريين "العديد من الوسائل" الرامية إلى المضي قدما في عملية نقل سلمي للسلطة في مصر.
وقال تومي فيتر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال "حان الوقت للبدء بعملية انتقال سلمي ومنظم للسلطة من خلال المفاوضات الشاملة ذات المصداقية".
وأضاف "ناقشنا عدة سبل لدفع عملية نقل السلطة إلى الأمام، ولكن القرارات سيتخذها الشعب المصري".
ونسبت نيويورك تايمز إلى مسؤولين أمريكيين ومصادر دبلوماسية عربية أنه رغم رفض مبارك حتى الآن التنحي فإن المفاوضات تجري بين حكومتي واشنطن والقاهرة ليستلم عمر سليمان السلطة ويبدأ إصلاحات دستورية.
أوضحت المصادر أن هذه الاتصالات ليست مع مبارك شخصيا ولكنها مع كبار المسؤولين المحيطين به.
وأوضحت الصحيفة أن نتائج المحادثات تعتمد على عدة عوامل منها مدى استعداد سليمان والجيش للتخلي عن مبارك، و تطورات الاحتجاجات في مصر ومدى ديناميكية الحكومة.
وتقول الصحيفة إن الاقتراح يدعو الحكومة الانتقالية إلى أن تدعو طيفا واسعا من المجموعات السياسية بينها جماعة الإخوان المسلمين إلى أن تبدأ بالتحضير لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في شهر سبتمبر/أيلول القادم.
وياتي التقرير بعد ساعات من الإعلان عن طلب الإدارة الأمريكية من الحكومة المصرية البدء الفوري بإجراء محادثات مع المعارضة من أجل انتقال السلطة.
وكثف كل من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الضغوط على سليمان لكي يبدأ بالاصلاحات الموعودة.
تحذيرات استخباراتية
يذكر أن الاستخبارات المركزية الأمريكية(CIA) حذرت ادارة الرئيس باراك اوباما للمرة الأولى من اضطرابات في مصر نهاية 2010, حسب ما اعلنت نائبة مدير الاستخبارات ستيفاني اوسوليفان خلال جلسة استماع لتثبيتها امام لجنة في الكونغرس.
وردا على سؤال من السناتور الديموقراطي رون ويدن امام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الذي سألها عن تاريخ تحذير الرئيس اوباما بالامر, اجابت اوسوليفان "لقد حذرنا من عدم الاستقرار نهاية العام الماضي".
وشككت رئيسة اللجنة ديان فاينشتاين في قدرة أجهزة الاستخبارات على إبلاغ الرئيس ووزيرة الخارجية والكونغرس حول التفاصيل المناسبة.
وقالت "هؤلاء المسؤولون يستحقون ان يكونوا على علم في الوقت المناسب". واضافت "اشك حول ما اذا كانت المخابرات على مستوى اداء واجباتها في هذا المجال" مضيفة ان لجنتها سوف تواصل بحث المسألة.
وتساءلت فاينشتاين ايضا حول استعمال المخابرات الاميركية لشبكات اجتماعية للحيولولة دون وقوع هذا النوع من الاحداث.
يشار الى إن إوسوليفان التي عينتها ادارة اوباما نائبة لمدير سي آي إيه جيمس كلابر, امضت 30 عاما في عالم المخابرات.
واضافت "ان الاحداث في مصر تتطور بسرعة" مضيفة "نعمل على مراقبتها على الارض".
من جهته طلب السناتور الجمهوري ساكسبي تشامبليس من أوسيلفان تزويد اللجنة خلال عشرة ايام بجدول زمني محدد عما اذا كانت وكالات الاستخبارات على علم بان نظام الرئيس حسني مبارك كان مهددا.
مجلس الشيوخ
من جهة أخرى تبنى مجلس الشيوخ الأمريكي مساء الخميس بالاجماع قرارا له رمزية معينة يحث الرئيس المصري على تشكيل حكومة انتقالية ولكن دون أن يطلب مع ذلك استقالة حسني مبارك.
وقبل التصويت, قال السناتور جون كيري احد اللذين وضعا النص بان القرار غير الملزم يبقى غامضا عمدا حول الدور الذي يمكن ان يلعبه مبارك في هذه الحكومة المقبلة.
واوضح كيري "يمكن ان يشارك فيها او لا. كل شيء يتوقف على ما يتفق عليه المصريون".
وكان السناتور الجمهوري جون ماكين الذي وضع النص ايضا مع كيري قال الاربعاء "انه امر مؤسف ولكن حان الوقع كي يستقيل الرئيس مبارك ويترك السلطة".
واضاف كيري ان الهدف من النص هو العمل بشكل تبدأ معه مصر ب"التجاوب مع تطلعات شعبها".
ويحث القرار الرئيس مبارك على ان "يبدأ اعتبارا من الان مرحلة انتقالية منظمة وسلمية نحو نظام سياسي ديموقراطي" من خلال نقل صلاحياته الى حكومة انتقالية "بالتشاور مع قادة المعارضة والمجتمع المدني والجيش في مصر".
واشار القرار الى ان هذه الحكومة ستكون مهمتها "اجراء الاصلاحات الضرورية واجراء انتخابات حرة وشفافة وذات صدقية باعين العالم هذا العام".
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد الضغوط الدولية على الحكومة المصرية لوقف العنف والتعامل سلميا مع مظاهرات المحتجين.
وتسود حالة من الترقب لرد فعل الحكومة على المظاهرات خاصة وأنها استبقتها بالحديث عن وجود عناصر أجنبية تحاول الاندساس بين المتظاهرين وتوجيه اتهامات عبر وسائل الإعلام الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين بمحاولة إثارة الشغب.
وكان الرئيس مبارك قد أعلن إنه مستاء جدا مما جرى في ميدان التحرير، واوضح في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" الامريكية "لقد فاض بي الكيل بعد 62 عاما في الخدمة العامة واريد الرحيل".واستدرك لكن "لا يمكنني ذلك خوفا من غرق البلاد في الفوضى".
وردا على سؤال حول الدعوات الاميركية الى انتقال سريع للسلطة قال مبارك انه صرح لنظيره الاميركي باراك اوباما "انكم لا تدركون الثقافة المصرية ولا ما سيحدث ان استقلت".
واكد مبارك مجددا على انه لايعتزم الترشح للرئاسة مرة اخرى او ان يخلفه نجله جمال .
أما نائب الرئيس المصري فقال في تصريحات للتليفزيون المصري ان مطالب حل البرلمان ستعني عدم القدرة على اجراء التعديلات الدستورية المطلوبة لتسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، والتي قدر انها ستجرى في اغسطس/آب او سبتمبر/ ايلول المقبل.
واضاف قائلا إن الهدف من الحوار الوصول الى توافق على التعديلات الدستورية وشروط انتخابات الرئاسة.واكد سليمان ان الرئيس مبارك وابنه جمال لن يترشحا في الانتخابات الرئاسية القادمة.
واضاف انه تقرر الافراج الفوري عن جميع الشباب المعتقلين غير المتورطين في أعمال إجرامية، متعهدا بمعاقبة كل من تورط في اشعال المواجهات الاخيرة.
واوضح انه سيتم تعديل المادتين 76 و 77 من الدستور، كما ان بقية مواد الدستور مطروحة للتعديل ايضا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق