السبت، 23 أبريل 2011

أحزاب اللقاء المشترك وثقافة الخوارج

                                               بسم الله الرحمن الرحيم


  أنه لا شيء يؤثر في حياة الأمم والشعوب كما يفعل الحكام، وبالتالي لا أحد أولى بتقييم تجربته ودراسة أدائه وتنوير مداركه مثل ما هو حال الحاكم. لكن ثقافة الخوارج استوطنت في قلوب ونفسيات قيادات واعضاء ومناصرى اللقاء المشترك و منذ عقود جراء تتالي فترة الهوان العربي. الأمر الذي أصبح فيه راسخاً لدى الوعي الجمعي لديهم، وكأن الحكام، وبلا استثناء، لا يستاهلون إلا القدح والتخوين، كما لم يقوموأبداً بأيةدراسة جادة تحاول أن تبصر الحاكم عند اتخاذ قرارات قد تؤثر سلبا على الوطن بل العكس من ذالك قدمت ابحاث ودراسات وكتابات من مفكريهم توحى بثقافة خوارجيه تشكك فى كل شئ.
 ، ومما ازداد الأمر تعقيداً لتبلغ الثقافة الخوارجية أوج مجدها في عهد القطب الأوحد الذي بدأ يقول للشعوب ما هو الحكم الرشيد، وما هو الحكم الضال، ويفصل بدلات الحكام على مزاجه، ويمنح صكوك الغفران الرئاسية وفق مصالحه، ويتلاعب بالمعايير متى يشاء، ويتراجع عن مبادئه بكل سلاسة، تماماً كما يفعل الثعلب. وغرضه من ذلك جعل الحكام مهددين بشعوبهم، وجعل الشعوب فاقدة الأمل بحكامها. وبالتالي لا مناص من أن يولي الجميع وجهته شطر البيت الأبيض، الضامن الحقيقي لمناصب الحكام، والمنقذ المثالي لمعاناة الشعوب!
والمؤسف حقاً أن الثقافة هذه، وبتمويل من البيت الأبيض، وبإشراف من سفاراته ومنظمات المجتمع المدنى المبعثرة في جميع أنحاء العالم، انتشرت وازدهرت رغم الخلل الفادح في تطبيقاتها.
تعاضدت هذه السياسة المدعومة من القطب الحاكم للعالم مع ثقافة التيارات الأيديولوجية الأصولية ( الأخوان المسلمون ) كما يعرفون هكذا ولكنهم فى الحقيقه ثقافتهم ومرجعياتهم هو فكر وثقافة الخوارج" والتيارات الصاعدة، والتي منها تنظيم القاعدة، والحوثيون وهو نمط متطور من فكر الخوارج الذين لا يقبلون لا بهذا ولا بهذا ولا بذاك؛ ويجدون في الآثر القرآني والنبوي بالتأويل والاعتساف ما يجعلهم يؤمنون حد اليقين بتصوراتهم، ويجزمون بلا جدوى الواقع المحيط برمته.
هؤلاء كذلك أسهموا في نشر الثقافة الخوارجية التي أصبحت موضة الشعوب والقنوات والندوات ومادة للمزايدات والمكابرات. الأمر الذي جمّد حركة التفكير اللازم توجُّههه إلى مركز الحكم، فتقاعس الكتاب والمفكرون عن واجبهم في الكتابة للحاكم  ، وأصبحت كلمة الصدق نادرة ندرة الماس،  ، ولا تصل إلا على طبق من الشكوك والتأويل. وهذا أدى إلى جمود ظاهرة الفكر السياسي وفكر الدولة وعلم إدارة الحكم لديهم
يهدفون بذالك هو ا  يجادحالة من الارتباك الوطني تترسخ يوماً بعد آخر، وتعيق الثمار الحقيقية للتنمية، وتجعل الأداءات كلها، رسمية وأهلية ومعارضة، بلا طعم ولا لون ولا رائحة. لم يعد ثمة فرق بين الهدم والنضال وبين النقد والسبّ، وبين الإصلاح والإغاظة، وبين التنوير والتضليل. وذلك كله كإحدى محصلات الفوضى الأمريكية الخلاّقة المنفذه بأيدى عملائها (أحزاب اللقاء المشترك)وهذا يتأتى في ظل انعدام تبلور البدائل النظرية التي تفيد البشرية جمعاء!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق